English Français

0
في حفل نظمته جمعية "صافية كتو" للابداع الثقافي بالعين الصفراء بمناسبة ذكرى وفاة الاعلامية صافية كتو والذي حظره عديد من الوجوه الثقافية والاعلامية من أدباء وشعراء... وغيرهم . تم تكريم مقالة "رصاصة حياة" كأحسن ثالث مقالة والتي تحدثت كلماتها عن قصة الشهيد بن طالب بوسماحة الشهيرة عندما قتله الفرنسيون ثم وجدوه حيا يرزق .... وقد نالت اعجاب الجميع . صغارا وكبارا، فقررنا أن نعرضها عليكم.                                                                                              
رصاصة الحياة


خيمت ظلمة على المحتشد وسكون رهيب، بعد ليلة سابقة من تبادل لطلقات الرصاص بين دوريات فرنسية وفرقة صغيرة للمجاهدين، يقال انها كانت قادمة من معسكر بقرية فقيق المغربية في اتجاه جبال مدينة العين الصفراء، وغالبا ما يكون بعدها حملة تعديب وتفتيش لكامل ساكني وأسرى المحتشد، وسرعان ما كسر هدا الصمت أزيز سيارة عسكرية صغيرة، توسطت منازل المحتشد يتقدمها عميل حركي يغطي كامل وجهه حتى يتجنب لعنات النساء والاطفال، وهو يصيح هاهو بوسماحة ....هاهو بوسماحة. حاصره العساكر من كل الجهات وتمكنوا من أسره ليلا رفقة ابنه البكر، وأختفت السيارة في اتجاه  مجهول ....مرت ليالي تجر بعضها وبوسماحة وجمع من الأسرى يذوقون من سياط التعديب على أيدي الجندي دانيال، وبعض الحركى في محاولات فاشلة من القائد الفرنسي بالعين الصفراء لانتزاع معلومات منهم تفيده في تسلق رتب أعلى وأوسمة جديدة، لكن ألام الدموع والتعب والجوع وبطولة الاسرى وصمودهم، أفقد القائد الفرنسي صوابه وهز كيانه وأصابه بهستيرية كبيرة فاصدر حكمه وهو يصيح بجنون اقتلوهم .....اقتلوهم غدا رميا بالرصاص، باسم فرنسا العظيمة وأتركوا جثثهم تتخطفها الطير والسباع نقل صباحا ثلاثتهم بوسماحة ورفقيه الى منطقة مكاليس شمال العين الصفراء وقد أغمضت أعينهم في جوف مكان قاحل ..متعب ...جاف ووجهت لهم رصاصتين بدقة كبيرة، واحدة في الرأس والثانية في الصدر، لأن القائد المجنون أصر على موتهما فورا ..تفقدهما الطبيب المرافق وخط بأنامله ان الثلاثة اعدموا، وطويت قصصهم لترتاح فرنسا العظيمة منهم وسط ضحكات وتهاني الرماة والحركى، والطبيب المرافق ...أسدل الليل ستاره وانزلت الملائكة من كل جانب لتشهد عودة الحياة الى بوسماحة، انها رصاصة الحياة ....تلمس بيديه صديقيه يحاول ايقاظهما لكنهما سبقاه الى جنة عدن، وبدأ يزحف على بطنه متسلقا جبلا صغير لأن من أعطاه الحياة مجددا سوف يعطيه من يرعاه ويداويه، وبينما هو يتأبط التراب زحفا كانت تباشير الفجر تولد من جديد وجده راعي فتكفل به ودواه بخيمته عدة ايام، بحليب الماعز وقليل من الأعشاب لتتسلمه فرقة من جيش التحرير مرابطة بعين ورقة، ومنها عادت له قوته وريعانه. كان بوسماحة العائد من الموت يخطب في أصدقائه المجاهدين بأن الحياة لا يستطيع أن ينتزعها منك أحد الا ادا كان أجلك قد حلت ساعته، وبينما هو يؤنسهم ويقوي عزائمهم جاء قائد مجموعتهم مسرعا يخبرهم أن فرنسا اكتشفت مكانهم وعليهم الرحيل ليلا، لمساعدة اخوانهم بجبل مغرار ...كانت معركة شرسة تمكنت فرقة بوسماحة من قتل العديد من جنود فرنسا في يومها الأول، لكن هجوما مباغتا بالطائرات مكن جيش العدو من اعادة أسر بوسماحة ونقله لمنطقة العين الصفراء ...نظر اليه القائد الفرنسي بجنون ودهشة وهو يحكم بيديه على رقبته منفعلا، اني لا أصدق اليس أنت بوسماحة الدي نفدنا فيه الاعدام وشهد الطبيب على موتك، تبسم بوسماحة وهو يحد النظر في هدا القائد المجنون قائلا: أيها القائد نحن المجاهدون تقتلوننا اليوم لنحيا غدا لنقاتلكم من جديد، حتى تخرجوا من أرضنا  ....كان القائد الفرنسي يحمل زجاجة مشروبات كسرها بعنف على طاولته، والتفت الى جنوده الحراس قائلا هيا شدوا وثاقه وانقلوه غدا الى سجن تيارت المنيع، حتى لا يعود الى قتالنا مرة اخرى اني لا أصدق ان أسيرا ترميه برصاص ليموت لتجده حيا أمامك  .....ان رصاصنا يمدهم بالحياة بدل الموت .


إرسال تعليق

Recent Posts

 
Top